المايسترو صالح سليم

المايسترو ...صالح سليم

عاشق الاهلى

الطفل الصغير محمد صالح محمد سليم ... علامات النبوغ تبدو على قسمات وجهه الصغير

المولد: 11 /9/1930( حى الدقى - القاهرة- مصر).

الرحيل: 6/5/2002( مستشفى لندن كلنيك- انجلترا).

ما بين هذين التاريخين وهذين المكانين المتباعدين تتلخص قصة أعظم رياضى فى مصر المحروسة خلال تاريخها الطويل , قصة رجل , قصة لاعب فنان, قصة عاشق ولهان, قصة ادارى يُشار له بالبنان.

ولد محمد صالح محمد سليم لأب فاضل هو الدكتور محمد سليم أحد أبرع وأول من عملوا فى طب التخدير فى مصر وسيده شريفه تعود جذورها لأل البيت الكرام ونشأ فى أسرة مكونة من شقيقين احدهما يصغره بعامين هو عبدالوهاب والأخر بثمانية أعوام هو طارق وكون الثلاثة فيما بعد مثلث لأشهر العائلات الكروية فى كبير الأندية المصرية والعربية والأفريقية.

صالح سليم هو أكثر رياضى فى تاريخ كرة القدم العالمية حصولاً على التتويجات كلاعب ومدير كرة و عضو مجلس إدارة ورئيس لناد مع عشقه الاول ومحبوبة الكبير وما بين التتويج بأول لقب للدورى المصرى مع الأهلى فى موسمه الأول 1948/1949 و حتى تسلمه لدرع نادى القرن فى جوهانسبرج عام 2001 سيبقى صالح سليم رمزاً تاريخياً للأهلى و قيمة ثابتة من الصعب أن يؤثر فيها زمن أو يمحوها فراق.

منذ أن دخل الناشئ صالح سليم من بوابة النادى عام 1944 بعد اكتشافه من كشاف الأهلى وقتها حسين كامل حتى خروج جثمانه من صالة صديقة الأمير الشاعر عبدالله الفيصل عام 2002 كان الأهلى هو بيته ومحرابه الذى عشقة وكان على أتم استعداد لبذل الغالى والنفيس من أجل علو ورفعة هذا الصرح الشامخ الذى يفخر ويعتز به كل مصرى وعربى.




نجومية صالح فى الملاعب مع الأهلى والمنتخب المصرى جذبت صناع السينما إلى إستغلالها على الشاشة الفضية ولكنه ترك هذا المجال ليصبح أشهر شخصية رياضية فى تاريخ مصر.

لعب صالح سليم مع الفريق الأول بالنادى الأهلى منذ عام 1948 حتى عام 1967 و حصل مع الأهلى على (19) بطولة منها (11) بطولة للدورى المصرى و (7) بطولات لكأس مصر وبطولة الجمهورية العربية المتحدة من أرض سوريا الشقيقة عام 1961 بعد تغلبه على أهلى حلب (الإتحاد الأن) برباعية مقابل هدف واحد, وسجل صالح مع الأهلى (7 هدفاً فى الدورى منها السباعية التاريخية فى مرمى الإسماعيلى موسم 1957/1958 ومنها أربعة أهداف فى مرمى الزمالك منافس الأهلى التقليدى, و سجل (14) هدفاً فى كأس مصر منها هدفان فى المرمى الأبيض فى نهائى كاس مصر عام 1953 الذى فاز فيه الأهلى (4-1).

ولأنه نجم بدرجة قدير و فنان كبير فقد التحق صالح سليم بصفوف منتخب مصر و هو فى العشرين من عمره وبالتحديد فى 8/ديسمبر 1950و لعب أول لقاء له ضد منتخب تركيا و قاد المنتخبين الوطنى والعسكرى للعديد من البطولات والإنتصارات وكان ضمن منتخب مصر الحائز على أول نسخ كأس الأمم الأفريقية فى السودان 1957 وكان قائد المنتخب الذى أحرز النسخة الثانية فى القاهرة عام 1959 وظل يلعب بألوان العلم المصرى حتى عام 1962.




المدرب الوحش والنجم صالح قادا الأهلى للفوز على عمالقة البرتغال وأوربا (بنفيكا) فى بداية الستينيات من القرن الماضى.


وعندما فكر المدرب النمساوى فريتز فى نجم أجنبى يساعد فريق جراتز على الصمود فى الدورى النمساوى بعد تدهور نتائجه فى الدور الأول كان القائد صالح سليم فى أولوية اختياراته وعرض عليه اللعب كمحترف فى الفريق العريق عام 1963 وساهم صالح سليم من خلال الأهداف السبعة التى زار بها شباك المنافسين خلال الثمان مباريات التى خاضها ساهم فى بقاء جراتز فى الدورى وسجل إسمه بحروف من ذهب فى سجل المحترفين المصريين بتسجيلة (7) أهداف فى ( مباريات خاضها بألوان جراتز وهو رقم لم يحققه أى محترف مصرى طوال التاريخ, و سرعان ما عاد إلى عشقة الأول ليساهم فى تطوره كلاعب و مديراً للكرة وعضو مجلس إدارة خلال أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من القرن العشرين مواصلاً تنفيذ وصايا معلمه الأول الراحل الكبير محمود مختار (التتش).

بعد أن خاض صالح سليم أخر لقاء له بقميص الأهلى ضد الطيران والذى أنهاه الأهلى بهدف نجمه الفلسطينى – المقيم بلندن الأن- فؤاد أبوغيدا عام 1966 قرر إعتزال كرة القدم فى النادى الأشهر بعد (22) عاماً من العطاء كناشئ و لاعب مؤثر وقائد محنك لفريق الأهلى.

فى بداية السبعينيات أراد الأهلى بناء جيل جديد وعهدت إدارة الأهلى وقتها للمايسترو مهام إدارة كرة القدم و معه الخبير المجرى الكبير هيديكوتى كمدير فنى وهو الجهاز الذى قدم جيل التلامذة الرائع الذى سيطر على مقاليد الأمور فى مصر و عوض فترة الستينيات بعروض وبطولات وأداء لا يمكن لأى عاشق لهذا النادى نسيانها .





جعفر والى باشا وأحمد عبود باشا و صالح سليم (المايسترو) أطول من تولى رئاسة كبير الأندية المصرية والعربية والأفريقية وجميعهم أخلص وتفانى فى حب هذا الصرح الشامخ

و فى عام 1972 دخل المايسترو الإنتخابات لأول مرة ونجح كعضو مجلس إدارة فى مجلس الفريق عبدالمحسن كامل مرتجى وسرعان ما إستقال لرفضه التفريط فى حق من حقوق الأهلى و خاض بعدها بأربع سنوات الإنتخابات على مقعد الرئيس ضد الفريق مرتجى نفسه وخسر بفارق بسيط وهى الخسارة الأولى والأخيرة فى حياة معشوق الأهلاوية.

منذ أن تولى صالح سليم مقاليد الرئاسة فى الأهلى عام 1980 حتى وفاته وهو رئيساً للأهلى فى عام 2002 سطر لنفسه تاريخ لا يمكن نسيانه بمواقفه ودفاعه المستميت عن الأهلى ضد كل من تسول له نفسه المساس به و بالمدة التى تولى فيها سدة الحكم فى النادى الأكبر فى أفريقيا والشرق الأوسط والتى تقترب من (20) عاماً و هى أطول مدة تولى فيها شخص رئاسة الأهلى خلال تاريخه الذى يزيد عن مائة عام ويتفوق بها المايسترو عن جعفر والى باشا الذى ترأس الأهلى لمدة (19) عاماً من (1924/1940) ومن (1941/1944),و أحمد عبود باشا الذى رأس النادى م يقرب من (15) عاماً خلال المدة من (1946/1961).




صالح سليم رئيس النادى الأهلى واحد من أشهر الوجوه فى العالم العربى فى المجال الرياضى و غير الرياضى.

ورغم أنه صالح سليم الرجل السيف كما وصفتة جريدة الحياة اللندنية فإنه لم ينجو من سفالات وحقارات وتفاهات البعض فتجد من يقول عليه "القديس المزعوم" وتجد من يقول أنه لا ينتمى لعائلة كبيرة و لا يعتبر هؤلاء الجاهلين أن نسب المايسترو لأل البيت من ناحية والدتة أمر يستحق التوقف عنده أو كون والدة من أكبر واشهر أطباء التخدير فى مصر أمر لا يستحق الذكر!.

ولم يكن المايسترو يملك الملايين مثل الرجلين ولكن كان يملك عشق غير محدود لهذا الكيان جعله الإختيار الأول لأعضاء الجمعية العمومية للنادى تجاه أى مرشح مهما بلغت سطوته ومهما وجد من معاونة من أشخاص كان يمثل لهم الراحل الكبير عقدة أزلية.

رحل صالح سليم منذ ست سنوات ويصادف اليوم ذكرى رحيله ولكنه لا زال ملأ سمع وبصر وفؤاد كل عشاق الأهلى.

صالح سليم الذى وصفته صحيفة "الديلى إكسبريس الإنجليزية" بأنه ستانلى ماتيوس الكرة المصرية عام 1962 عندما تولى قيادة منتخب الأهلى والزمالك ضد توتنهام هوتسبير.

صالح سليم الذى أراد عز الدين ذو الفقار أن يجعله خليفة لصديقة النجم العالمى عمر الشريف وقدمه من خلال "الشموع السوداء" مع نجاة الصغيرة ليكون فتى أول للشاشة الفضية مستغلاً شعبيته الجارفة وعشق الناس له و فضل هو الإبتعاد بعد تجربتين أخريين من خلال "السبع بنات" و "الباب المفتوح" مع المخرج بركات وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامه لأنه لا يحب التمثيل لا فى السينما ولا فى الحياة.

صالح سليم الذى أنصف زميله بدوى عبدالفتاح لاعب الترسانة والأولمبى على حساب شقيقه طارق سليم فى لقاء دولى للمنتخب المصرى فى أثيوبيا .

صالح سليم الذى رفض التهاون مع نجله هشام و رفض استثناءه من قرار الشطب فى حقه كعضو عامل فى النادى لتأخره عن دفع اشتراكه السنوى.

صالح رمز الأهلى الخالد الذى يفخر به عشاق الأهلى فخرهم بإنجازات وبطولات فريقهم عبر تاريخه الحافل.

رحل صالح سليم منذ ست سنوات ولكننا نشعر أنه لازال متواجد بيننا لأن ما صنعه صالح للأهلى ومن خلال الأهلى لايمكن ان تُمحيه لا ست سنوات ولا حتى ست قرون.

رحمك الله يا رمز الأهلى الكبير