توج الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى بطلاً للقارة السمراء للمرة السادسة فى تاريخه بعد تعادله مع القطن الكاميرونى فى عقر داره ٢/٢ فى المباراة التى جرت بينهما أمس فى إياب النهائى الأفريقى، وكان لقاء الذهاب قد انتهى بفوز أبطال مصر بهدفين نظيفين.
أحرز للأهلى أحمد حسن (٣٨) وشادى محمد (٩٠)، فيما سجل للقطن لاسانا عبدالكريم (٤٧)، ويايا إسماعيلا (٦٣).
استحق أبناء القلعة الحمراء الفوز باللقب بجدارة بعد أن أثبتوا أنهم الأقوى والأفضل على الساحة فى القارة الأفريقية و صالوا وجالوا أمام آلاف الكاميرونيين فتلاعبوا بمنافسهم وكانوا الأجدر منه باللقب.
تألق كل اللاعبين بلا استثناء، وكانوا نجوماً فوق العادة، خصوصاً أمير عبدالحميد الذى كتب لنفسه شهادة ميلاد جديدة كأحد عظماء حراسة المرمى بالأهلى، كما كان محمد بركات وأحمد حسن عند حسن الظن بهما.
وبعد انتهاء المباراة تسلم شادى محمد الكأس من عيسى حياتو ليحتفل اللاعبون بالكأس السادسة فى تاريخ النادى وسط فرحة غامرة من الجماهير الأهلاوية التى طارت خصيصاً للكاميرون من أجل تشجيع الفريق.
واستحق مانويل جوزيه، المدير الفنى، لقب رجل المباراة الأول، بعد أن أجاد قيادة فريقه إلى بر الأمان، خصوصاً فى اللحظات الحرجة منها فى الشوط الثانى.
وبهذا تأهل الأهلى للمرة الثالثة فى تاريخه لمونديال الأندية باليابان ليكون أول فريق فى العالم يحقق هذا الإنجاز، وهو أمر غير مسبوق عالمياً.
منذ الدقيقة الأولى وضح التزام لاعبى الأهلى دفاعياً للحفاظ على فارق الهدفين اللذين حققوهما فى القاهرة، ولعب مانويل جوزيه بتشكيله الذى بدأ به مباراة الذهاب أمير عبدالحميد وشادى محمد ووائل جمعة وأحمد السيد وجيلبرتو وأحمد صديق، وفى الوسط حسام عاشور وأحمد حسن لاعبى ارتكاز ثانيين وأمامهما محمد بركات ومحمد أبوتريكة وفلافيو.
التزم جيلبرتو وصديق بواجبهما الدفاعى فلم ينطلقا طوال الشوط نحو الأمام إلا فى مرات قليلة من أجل تأمين الدفاع بسبب الاندفاع الهجومى المتوقع للاعبى القطن.
وتحمل ثلاثى الدفاع وائل جمعة وشادى والسيد العبء الأكبر، لكنهم كانوا بالمرصاد لكل الهجمات الكاميرونية، فيما لعب أبوتريكة وبركات دوراً محورياً فى نقل الهجمات إلى فلافيو وأزعجوا دفاع القطن بكثرة التحركات والتمريرات الماكرة.
كان أمير عبدالحميد عند حسن الظن به ووضح أنه نضج فنياً، وفى الدقيقة الأول من الشوط لم يخش من مواجهة كاميللو أمام المرمى رغم تعرضه للخشونة ليحول دون إحراز هدف مبكر فى مرماه.
اعتمد لاعبو القطن على التمريرات الطولية خلف المدافعين، لكن تألق فلافيو الأهلى أفسد كل هجماتهم أولاً بأول.
لم يجد أصحاب الأرض إلا التصويب من خارج منطقة الجزاء لعل وعسى، وسدد عمر ساندا الكرة قوية مرت إلى جوار القائم الأيسر.
أنقذ أمير مرماه من هدف محقق بعد أن تصدى لتسديدة بابا جميلا القوية من منتصف الملعب وأبعدها عن مرماه.
نال جيلبرتو إنذاراً لعرقلة كاميللو من الخلف ولم يحسن لاعبو القطن استغلال الضربة الحرة المباشرة أمام منطقة الجزاء.
لجأ لاعبو الأهلى إلى تهدئة إيقاع المباراة لامتصاص حماس أصحاب الأرض وجماهيرهم فى المدرجات لدرجة أن أحداً بالاستاد لم يسمع إلا صوت مشجعى الأهلى الـ٢٠٠ الذين ملأوا الدنيا بالهتافات للاعبين.
أضاع بابا جميلا فرصة عمره من ضربة ركنية أخطأ أمير عبدالحميد فى التعامل معها وسدد الكرة برأسه فى الأرض لترتفع فوق العارضة.
بعدها صحح أمير خطأه وأبعد تمريرة ركنية أمام مرماه ببراعة، بدأ لاعبو الأهلى تنظيم صفوفهم وتخلوا عن تكتلهم الدفاعى بعد أن شعروا أن بمقدورهم إحراز هدف فى مرمى داودا حارس القطن الذى لم يختبر.
ومن مجهود فردى قاتل أبوتريكة على الكرة حتى أوصلها إلى جيلبرتو الذى رفعها وحولها المدافع إلى ركنية.
وصلت الكرة إلى أبوتريكة على حدود منطقة الجزاء فلعبها داخل الصندوق اقتصنها أحمد حسن ببراعة قبل أحد المدافعين ولعبها بخارج قدمه اليمنى فى المرمى محرزاً هدف الأهلى الأول وسط ذهول من جانب الجماهير الكاميرونية، التى لم تصدق ما يفعله الشياطين الحمر بلاعبيهم.
ارتفعت معنويات لاعبى الأهلى بعد إحراز الهدف ودب الإحباط فى نفوس أصحاب الأرض الذين لجأوا للخشونة وكان لأحمد حسن نصيب الأسد من خشونتهم فأصيب بكدمة شديدة، لكنه تحامل على نفسه وواصل المباراة.
وفى الدقيقة ٤٧ مر كاميلو بالكرة داخل الصندوق فى الناحية اليمنى واكتفى المدافعون بالفرجة عليه وهو يلعبها أرضية إلى زميله لاسانا عبدالكريم فسددها بيسراه قوية لتسكن الشباك محرزاً هدف التعادل ليطلق بعدها الحكم صافرته بنهاية الشوط الأول وتعادل الفريقين ١/١.
وفى الشوط الثانى أجرى جوزيه تغييره الأول بنزول سيد معوض بدلاً من أحمد صديق مما أدى لاختلال توازن الأهلى فى وسط الملعب بعد أن لعب بركات ظهيرًا أيمن حيث لم يتمكن معوض من أداء واجبه الهجومى كما ينبغى.
وضح إصرار لاعبى القطن على تعديل النتيجة وبادروا بالهجوم وانفرد دوجارى بالمرمى لكن أمير خرج إليه فأجبره على تمرير الكرة عرضية داخل الصندوق ليشتتها وائل جمعة فى الوقت المناسب.
واصل لاعبو القطن ضغطهم وارتدى أمير قفاز الاجادة وانقذ مرماه من انفراد دوجارى الذى سدد الكرة بيسراه قوية لكن الحارس الأمين حولها ببراعة إلى ركنية.
اعتمد لاعبو القطن على الكرات العرضية داخل منطقة الجزاء لكن أمير كان لأغلبها بالمرصاد.
بمرور الوقت تراخى لاعبو الأهلى وتأثر مستواهم بالثقة المفرطة باعتبار أن الكأس فى متناول أيديهم وسدد بابا اسماعيلا الكرة إلى جوار القائم.
واصل أصحاب الأرض ضغطهم وسط تراجع لافت للنظر من أبناء القلعة الحمراء الذين انخفض مستواهم بشكل غريب وانطلق كاميلو بالكرة ولعبها داخل الصندوق لكن الأرض انشقت عن جمعة الذى أبعدها فى الوقت المناسب.
بعدها سدد كاميلو الكرة برأسه فوق العارضة فيما اكتفى مدافعو الأهلى بالفرجة عليه.
وأجرى جوزيه تغييره الثانى بنزول أنيس بوجلبان بدلاً من أحمد حسن المصاب.
كان من الطبيعى أن تسفر الهجمات الكاميرونية عن الهدف الثانى الذى جاء من إحدى العرضيات لعبها بابا اسماعيلا برأسه فى المرمى دون أى مضايقة من المدافعين.
توترت أعصاب لاعبى الأهلى وجهازهم الفنى خارج الخطوط مما أدى لاهتزاز المستوى وأهدر كاميلو فرصة عمره عندما سدد الكرة برأسه وهو وحيد أمام المرمى لكن فوق العارضة.
لم يجد جوزيه حلاً أمامه سوى إشراك أحمد فتحى بدلاً من أبوتريكة لتأمين دفاعه.
كان لتغيير جوزيه الأخير أثر إيجابى على أداء الفريق الدفاعى ولجأ اللاعبون لاستهلاك الوقت مما أدى لتوتر أعصاب لاعبى القطن الذين امتلكوا الكرة دون خطورة على المرمى. وانفرد دوجارى بأمير لكنه لم يصدق نفسه فسددها ضعيفة فى يد أمير.
ومن تمريرة سحرية من فلافيو لعب الكرة إلى بركات المتقدم من الخلف للأمام فدخل بها منطقة الجزاء ومر من أحد المدافعين فلم يجد أمامه إلا عرقلته ولم يتردد الحكم جمال حيمودى فى احتسابها ضربة جزاء سددها شادى محمد على يمين الحارس الذى ارتمى فى الناحية العكسية محرزاً هدف التعادل.
كان الهدف بمثابة الصدمة للكاميرونيين فدب اليأس فى نفوسهم بعد أن حسم شادى المواجهة فى الدقائق الأخيرة.
استهلك أبطال الأهلى الوقت المتبقى وتلاعبوا بمنافسهم حتى أطلق الحكم صافرته بنهاية اللقاء وفوز الأهلى.