hossamha
عدد الرسائل : 748 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: الأهلي يتوج بطلا لدوري أبطال إفريقيا للمرة السادسة في التاريخ الأحد 16 نوفمبر 2008, 9:32 pm | |
| لم يخالف الأهلي توقعات جماهير الكرة المصرية.. ولم يخالف قاعدة بياناته التاريخية وسجلات إنتصاراته الإفريقية, وفاز بكأس دوري أبطال إفريقيا للمرة السادسة محققا رقما جديدا ينفرد به وحده في عدد مرات الحصول علي اللقب وليتأهل أيضا للمرة الثالثة الي كأس العالم للأندية باليابان كأول ناد في العالم يفعلها.. مبروك للأهلي.
لقد فعلها بطل مصر والقارة السمراء بعد مباراة عصيبة بالأمس في مدينة جاروا تعادل خلالها مع القطن الكاميروني2/2 وحمل الكأس بعد فوزه في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين بالقاهرة وطغي مشهد الفرحة وحمل الكأس الافريقية علي كل التحليلات الفنية المتعلقة بالمباراة, بعد أن انفجرت فرحة الجماهير وصيحاتها في استاد جاروا وفي محافظات مصر جميعها سعيدة بممثل الكرة المصرية الذي أكد أنه وصل لمرحلة من النضج ساهمت في احتلاله منصات التتويج والاحترام, وكان لاعبوه علي قدر المسئولية.. وبالفعل مبروك للأهلي. ولأن مباريات كرة القدم تشبه في أحداثها الدراما السينمائية تتصاعد أحيانا وتهدأ أحيانا أخري, ولاسيما في لقاءات نهائي البطولات, لذلك فان سيناريو المباراة بين الأهلي والقطن قد مر بالمشاهد التالية.
مشهد البداية تحت أضواء شمس مدينة جاروا الكاميرونية وداخل ستاد أومي أبجيا ووسط أصوات صيحات35 ألف مشجع بينهم150 مصريا دخل إلي أرض الملعب لاعبو الاهلي يرتدون فانلاتهم الحمراء ولاعبو القطن بالرداء الأخضر وبدأ التتر يظهر بأسماء الممثلين أو اللاعبين المشاركين, حيث لعب الأهلي بنفس تشكيل مباراة القاهرة المكون من أمير عبدالحميد في حراسة المرمي وأمامه شادي محمد وأحمد السيد ووائل جمعه ويمينا أحمد صديق ويسارا جيلبرتو وفي الوسط حسام عاشور وأحمد حسن وأمامه بركات وأبو تريكة ومهاجم صريح وحيد هو فلافيو أي أن ملخص أداء البداية للأهلي اعتمد علي طريقة1/2/4/3 أما المنافس فاعتمد علي طريقة2/4/4 وهذا ما وضح من تشكيله الذي ضم كاساي حارس المرمي وفي الدفاع مجازي وبيير وماسيلنجا وكانازانا, وفي الوسط مبوندو وعبدالكريم وأتاك وعمر ساندا وفي الهجوم بابا إسماعيلا وكاميلو.. وبعد أن اصطف اللاعبون بدأت الأحداث والسيناريو الدرامي بعد صافرة الحكم الجزائري جمال حيمودي.
سكوت.. هنلعب بدأ العرض بحماس كاميروني تحت عنوان سكوت.. هنلعب وبهجمة سريعة من الدقيقة الاولي للقطن انتهت بكرة عرضية خطيرة قادمة علي يسار أمير عبدالحميد الذي تألق وتقدم أسرع من المهاجم كاميلو وأبعدها بيديه قبل ان تصل إلي رأس كاميلو ليشعر الأهلي بالخطر ويتجه إلي امتصاص حماس المنافس وتهدئة اللعب والسيطرة علي الكرة بالتمرير التكتيكي المتواصل ودون فقدان الكرة والاحتفاظ بها أكثر وقت ممكن باعتبار أن مروره دون جديد يأتي في مصلحة الأهلي ووضح أن طريقة الكالتشيو الايطالية هي ما يعتمد عليها فكر لاعبي الأهلي بالدفاع المتقدم من وسط الملعب وغلق المساحات والثغرات والتحضير المستمر علي أمل إيجاد فرصة لهجمة مرتدة قد تفتح الباب أمام هدف يطمئن الجميع, لكن لاعبي القطن لم يستسلموا لخطة الاهلي بعد أن ظهروا عاجزين لفترة عن حل لوغاريتم الدفاع, لذلك فكروا في التسديد علي مرمي أمير وفعلها ببراعة عمر ساندا حين ظهر في الصورة بعد مرور21 دقيقة وسدد بقوة من حوالي40 ياردة ـ كرة قوية وسريعة اتجهت ناحية مرمي الأهلي وتألق أمير للمرة الثانية وتصدي بقوة هو الآخر وأبعد الكرة واستمر السيناريو وتكررت المشاهد طوال30 دقيقة عدت ومرت دون قلق من الجماهير التي تتابع الأهلي مثلما مرت الكرة الثابتة الركنية التي أحتسبت لمصلحة القطن ولعبها كانازانا ومرت أمام اسماعيلا وكاميلو منفردين بمرمي أمير عبدالحميد دون أن يلمسها أحدهما وتتهاوي خارج الملعب بسلام ويستمر التعادل المطلوب.
فرحة.. وتعادل! لقد نجح فكر الأهلي التكتيكي في السيطرة علي أحداث مجريات الشوط الاول, وبدأ لاعبوه يؤكدون خبرتهم الافريقية ويتعودون علي أجواء المباراة, ويتقدمون رويدا رويدا نحو الامام يقتربون من مرمي كاساي حتي جاءت الدقيقة الـ38 لتعلن أن الأهلي بطل افريقيا. كيف؟!
لقد حملت هذه الدقيقة فرحة كبيرة لجماهير مصر والأهلي حين اخترقت الكرة شباك مرمي القطن الكاميروني بهدف أول لمصلحة الأهلي بعد فاصل سريع وجميل أو مشهد رائع بدأ من أبوتريكة بتمريرة متقنة ـ كعادته ـ لتصل إلي أحمد حسن الذي لعب الكرة, وكأنه لم يلمسها حيث وجهها بأطراف أصابع قدمه بشكل جميل غير متوقع من مدافعي أو حارس مرمي القطن وفوجئوا بها جميعا داخل الشباك إعلانا عن اقتراب حمل الكأس والفوز باللقب.
وبعد مشهد السعادة, وقبل أن ينتهي الفصل الاول من دراما مباراة الاهلي والقطن وتحديدا في الدقيقة الاخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع فاجأ لاعبو القطن الجميع بهدف التعادل الذي اقتنصوه من خطأ دفاعي من لاعبي الأهلي, حيث مرت الكرة من أمامهم قادمة من ناحية يسار مرماهم ومتجهة في طريقها إلي لاساني عبدالكريم القادم من الخلف منفردا وحيدا غير مراقب ومنفردا بالمرمي ليسدد بقوة كرة تسكن شباك أمير عبدالحميد ويحتفل عبدالكريم بهدفه وسط فرحة عارمة لايعرف أحد سببها برغم أن النتيجة مازالت في مصلحة الأهلي!
ماذا حدث؟! دائما تأتي الفصول الثانية لمباريات كرة القدم من إخراج المدربين من خلال تعليماتهم وتعديلاتهم في الفريق ورؤيتهم للموقف, ولهذا فضل مانويل جوزيه إجراء تعديل في صفوف اللاعبين بإشراك سيد معوض ناحية اليسار وخروج محمد صديق وانتقال بركات للعب مكانه ناحية اليمين وميل جيلبرتو الي الوسط قليلا بجوار معوض وربما لانه رأي ان الهجمات الكاميرونية تأتي دائما من ناحية اليسار فأراد تعبئة أكثر من جبهة دفاعية فيها, أحداها متقدمة بجيلبرتو والأخري متأخرة بمعوض, وانتظرت الجماهير لتري ماذا سيحدث, وتأمل خيرا في أن يستمر التفوق الأهلاوي, ولكن أحداث المشهد الأول من الفصل الثاني جعلت الجماهير المصرية تصفق لأمير عبدالحميد أحيانا وتضرب كفا بكفا في أحيان أخري وتسأل نفسها.. ماذا حدث؟!
وجاء هذا السؤال بعد الهجوم المتكرر والمستمر للاعبي القطن علي مرمي أمير عبدالحميد الذي واصل تألقه بالتصدي لتسديدة قادمة من اليمين وانطلاقة أخري تأتيه من اليسار, ولكن لم تستمر صورة التعادل كما هي, حيث ظهر الارتباك قليلا في صفوف الأهلي واستغل ذلك لاعبو القطن ونجحوا في تنفيذ جملة تكتيكية قد تكون غير مقصودة ولكنها أسفرت عن وصول الكرة الي بابا إسماعيلا ليخطف الهدف الثاني للقطن في الدقيقة الـ62 من زمن المباراة أي بعد مرور17 دقيقة من الشوط الثاني, ولكن مازال الأمل قائما!!
خطة جديدة! لا يختلف أحد علي ان القطن أصبح أسدا في الملعب خلال الشوط الثاني واستغل ارتباك الأهلي وسيطر ومرر وسجل وأصبح خطيرا وأهدر فرصا وأهدافا جعلت الجميع يشعر بالخطر, وربما نتج ذلك عن اختلاف خطة اللعب, وظهور ممثلين أو لاعبين جدد في الملعب لم يقدموا أداء مرضيا في نهائي هذه البطولة الكبري, حيث مازال سيد معوض بعيدا عن مستواه ووضح ذلك في لمساته للكرة وكذلك خرج أحمد حسن ونزل بدلا منه أنيس بوجلبان, وانفتحت ثغرات كثيرة ووجدت مساحات أمام لاعبي القطن واستمرت خطورتهم مما اضطر جوزيه الي اشراك أحمد فتحي بدلا من أبوتريكة ليلعب الأهلي بخطة جديدة دفاعية بحتة!!
والهدف بالتأكيد من تغيير الخطة هو محاولة الحفاظ علي النتيجة كما هي ولكن كل ذلك لم يمنع أو يقلل من الخطورة التي استمرت وسط دعوات الجماهير المصرية بأن يمر الوقت بسلام.
نهاية سعيدة واستجابت السماء لدعوات الجماهير المصرية وعادت الروح من جديد لمدافعي الأهلي ببسالتهم المعهودة ومن خلفهم الحارس أمير عبدالحميد ولم تفد القطن تسديدات كانازانا ولا محاولات كاميلو وسط عودة طيبة لأحمد فتحي فتحت الطريق لانطلاقات بركات الذي أعاد الصورة الجميلة للبطل بعد أن توغل داخل منطقة مرمي القطن في إحدي غزواته المعروف بها ولكنه تعرض لعرقلة من ندام إندامي ليحصل علي ركلة جزاء صحيحة يتصدي لها شادي محمد ويسجل الهدف الثاني للأهلي وهو هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الفصل الثاني, وتستمر المداولات بعده حتي تنطلق صافرة الحكم لتنطلق معها صيحات الفرح باللقب الافريقي وتغلق معها صفحات أي تحليلات أو تعليقات فنية بعد أن طغي علي الصورة مشهد الفرحة والنهاية السعيدة ورفع الكأس في استاد جاروا. [/center] | |
|