الحلم الإفريقي علي أعتاب "المحروسة" .. والمونديال يداعب نجوم القلعة الحمراء

عدد الرسائل : 748 تاريخ التسجيل : 25/04/2008

في الرابعة بعد عصر اليوم تتجه أنظار الملايين من جماهير الكرة المصرية والإفريقية والعربية صوب استاد أوفي سبور في مدينة جاروا الكاميرونية لمتابعة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا الذي يجمع القطن الكاميروني صاحب الأرض والأهلي ممثل مصر وحامل آمال جماهيرها عامة والقلعة الحمراء خاصة.
بالحسابات والتاريخ وبالخبرة يعتبر الأهلي هو الأقرب للفوز والحصول علي الكأس الإفريقية والتأهل إلي مونديال أندية العالم باليابان.
فمن خلال الحسابات فإن فوز الأهلي 2/صفر في لقاء الذهاب يجعله في المقدمة والأقرب للوصول إلي منصة التتويج لصعوبة تسجيل القطن الكاميروني ومن خلال المستوي الذي ظهر عليه في القاهرة ثلاثة أهداف أو حتي هدفين فقط.
وأمام الأهلي أكثر من فرصة لتحقيق هدفه وهي: الفوز أو التعادل بأي نتيجة أو الخسارة لا قدر الله بفارق هدف. بينما الهزيمة 2/صفر تضعه في حسابات ضربات الحظ الترجيحيةالتي لا يستطيع أحد أن يحدد نتيجتها..
وبالتاريخ فإن الأهلي البالغ من العمر مائة عام وواحد حقق أول بطولة أفريقية عام 1982 ولم يكن القطن قد أنشئ. حيث عرف الدنيا في عام ..1986 واليوم الأهلي في طريقه لتحطيم الرقم القياسي في عدد بطولات الدوري. حيث يسعي للقب السادس متخطياً منافسه الزمالك بلقب واحد.
.. والخبرة أيضاً ترجح كفة الأهلي. فنجومه يمتلكون قدراً هائلاً من الخبرة يفوق أضعافاً مضاعفة ما يمتلكه لاعبو القطن. فهناك محمد أبوتريكة وفلافيو وشادي وحسام عاشور ووائل جمعة وبركات وجيلبرتو ومعوض.. وجميعهم كان أساسياً في السنوات الثلاث الماضية التي لعب فيها الأهلي بالنهائي الإفريقي وحقق لقبين.. أضف إليهم أحمد حسن كابتن منتخب مصر المخضرم صاحب الخبرة العريضة أوروبياً. حيث احترف بها لمدة عشر سنوات وإفريقياً مع منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا.
ولأن المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه رجل واقعي ومنطقي. فقد طلب من لاعبيه إلقاء كل هذا جانباً والتفكير في الوقت الحاضر وهو أن القطن الكاميروني خصم النهائي لديه طموح الفوز والتأهل للمونديال أيضاً. ولأن الكرة لا تعترف سوي بالمجهود والعرق. فإن المطلوب هو بذل أكبر قدر ممكن من الجهد لتحقيق الهدف المنشود وحتي لا تتكرر مأساة العام الماضي عندما اعتقد اللاعبون أن البطولة دانت لهم بعد التعادل صفر/صفر مع النجم الساحلي في تونس. فكانت الفاجعة بالخسارة في قلب القاهرة 1/.3
ومن أجل هذا تعاهد لاعبو الأهلي هذه المرة علي اللعب اليوم أمام القطن الكاميروني وكأن المباراة الأولي في القاهرة لم تقم من الأصل وبالتالي مطلوب الفوز أو تحقيق أفضل نتيجة إيجابية ممكنة.
وبالرغم من أن جوزيه أكد في القاهرة تكراراً ومراراً أن الأهلي سيلعب مهاجماً في جاروا من أجل الفوز حتي يصل إلي منصة التتويج إلا أن المؤكد أنه لن يغامر إطلاقاً من البداية. بل سيعتمد علي التأمين الدفاعي المكثف حتي يتضح له شكل وخطة القطن.
وسيلعب الأهلي بالتشكيل الأقرب لتنفيذ ذلك والمكون من أمير عبدالحميد لحراسة المرمي وأمامه ثلاثي الدفاع شادي محمد وأحمد السيد ووائل جمعة والظهيرين الأيمن محمد بركات والأيسر جيلبرتو ومحوري الارتكازة حسام عاشور وأنيس بوجلبان وثلاثي الهجوم أحمد حسن ومحمد أبوتريكة وفلافيو.
وسيميل أحمد حسن بالأكثر إلي التواجد بالقرب من عاشور وبوجلبان ليصبح رأس مثلث لهما لأجل فرض السيطرة التامة علي منطقة الوسط. وأمام أحمد حسن سيتواجد أبوتريكة ليكون همزة الوصل بينهم وبين فلافيو الذي لن يتحرك من أمام منطقة جزاء القطن حتي يجبر مدافعيه علي البقاء في أماكنهم ويمنعهم من التقدم خلف لاعبي الوسط.
ويهدف جوزيه من وراء ذلك لامتصاص حماس لاعبي القطن المتوقع في بداية المباراة والمنتظر أن ينخفض تدريجياً شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت. لاسيما مع عدم اهتزاز شباك أمير عبدالحميد.
في المقابل يحلم آلان أمبيلون المدير الفني لفريق القطن بالتتويج وإعادة البطولات الإفريقية للأندية إلي الكاميرون الغائبة منذ 25 عاماً عن الأسود منذ أيام كانون ياوندي.
ويعلم أمبيلون جيداً مدي صعوبة مهمته لأنه يواجه "فريق بطل" وهو الأفضل أفريقياً علي مدار التاريخ وإن طالب لاعبيه بضرورة القتال حتي آخر لحظة لأن الكرة لا تعرف المستحيل واللقاء سيكون صعباً علي الفريقين بلا أدني شك.
والمؤكد أن القطن الكاميروني سيلعب مهاجماً من الوهلة الأولي مستغلاً إقامة المباراة علي ملعبه ووسط جماهيره طامعاً في أن تكون قوة دفع وليس عاملاً سلبياً في استعجال الفوز.
ويخشي أمبيلون ضعف مستوي خط دفاعه وحارس مرماه لذا من المنتظر ألا يندفع هجومياً لاسيما وهو يعلم أن الأهلي يمتلك خطاً هجومياً قناصاً يستطيع هز الشباك من ربع فرصة.
أخيراً يدير المباراة الحكم الجزائري جمال حيمودي ومهمته ستكون الأكثر صعوبة. فهو يقع بين شقي الرحي. فلأنه عربي يواجه ضغوطاً كاميرونية بأنه سيجامل الأهلي. بينما يواجه ضغوطاً من الجانب الآخر بأنه سيجامل القطن باعتبار رئيس الاتحاد الإفريقي عيسي حياتو من الكاميرون. بل وابن مدينة جاروا نفسها. ولكن قراراته المحايدة السليمة في المباراة سوف تخفف حدة هذه الضغوط لاسيما وأنه يقع تحت دائرة الضوء وكل الأنظار.