المتشائمين والمرعوبين والمتفائلين بدوري الأبطال ..!

عدد الرسائل : 748 تاريخ التسجيل : 25/04/2008

بقلم عبد العزيز الفضالي on مايو 17,2008</B>

تابعت بشغف ردود أفعال الجماهير الرياضية المنتمية لفرق دور الـ8 الأفريقي عقب إعلان نتيجة قرعة دوري المجموعات بدوري الأبطال , وبالرغم من أني أنتمي لطائفة من تلك الجماهير إلا أني تعمدت أن أكون محايدا ومنطقيا وموضوعيا من أجل أن أري ما لا يراه الكثيرون في أوقات قد لا تعاصرها علي مدي حياتك إلا مرة أو مرتان .
وشتان الفارق بين العديد من طوائف تلك الجماهير المنتمية لشتي الفرق , فعقب إعلان نتيجة القرعة تتغير الحقائق وتندثر الواقعية وقد تجد نفسك كثيرا علي أرض خيالية ليس لها مرسي أو بر أمان , وقليلا ما تجد نفسك واقعيا فتحكم بهدوء وتدعو الجميع إلي إيجاد حلول لمواجهة المشكلة .

تلك الكلمات ليست شفرات أو طلاسم , بل إنها مجرد تحليل شخصي لردود الأفعال التي تابعتها عقب إعلان نتائج قرعة دوري المجموعات من دوري الأبطال الأفريقي , والذي جاءت مجموعته الأولي لتضم قلعتا الرياضة المصرية لأول مرة سويا في هذا الدور , ليشاهد الجميع رغما عن انفه مسلسل لم يتوقعه الكثيرون .
والحقيقة أنه إذا قمنا بتصنيف ردود أفعال الجماهير المنتمية لشتي الأندية التي وصلت لهذا الدور فلن نجد إلا تصنيفا ثلاثيا تجمعت تحته هذه الجماهير عقب إعلان نتائج القرعة , وهو المتشائمين والمرعوبين والمتفائلين , وبالتأكيد فان لكل فئة من تلك الجماهير أسبابا داعية كي تضعها في مصاف هذا التصنيف المدهش .

وقبل أن أخوض في الحديث عن الأصناف الثلاثة , أود أن أوضح أن لكل قاعدة شواذ , واستنتاجي وتحليلي الشخصي البحت لهذه الأصناف هو ناتج حكم الأغلبية الظاهرة وبعيدا كل البعد عن الظاهرية التي لا تعترف بالنوايا وما تكنه القلوب وهو ما يعنينا بالمقام الأول.
ولأن ما يهمنا من هذه البطولة _ مؤقتا _ هو المجموعة الأولي التي ضمت قطبي الكرة المصرية سويا , فلندع الحديث مؤقتا عن المجموعة الثانية التي لا يفيدنا الحديث عنها الآن ولنقم بسرد ما يخصنا ويعنينا .

الصنف الأول هم المتشائمين .. والمتشائمين من أندية دور الـ8لدوري الأبطال بالمجموعة الأولي حسب متابعتي لردود أفعال الجماهير كانوا هم جماهير الزمالك المصري بالمجموعة الأولي , التي ضمت معهم الأهلي المصري وأسيك أبيدجان الايفواري ودينا موز هراري الزيمبابوي. وسبب تشاؤم هؤلاء اعتقادهم الخاص بأن ( الأهلي كعبه عالي عليهم ) , ناهيك عن إزاحة الأهلي للزمالك من البطولة قبل الماضية بدور الـ4 عندما فاز عليه ( رايح جاي ) , وهو اعتقاد خاص منبعث من تاريخ الناديين اللذان يمثلا قطبي الكرة المصرية والعربية , إلا أن اعتقادهم هذا لا يرتكز إلي أي حقيقة علي أرض الواقع وذلك بسبب أن الفرصة ما زالت قائمة للزمالك لتدعيم صفوفه قبل هذا الدور الأفريقي الشرس الذي يحمل شعار ( عودة المدرسة أو تأكيد إغلاق الأبواب ) بالنسبة لجماهير الزمالك .
ولكن يبقي العامل النفسي يلعب دورا بارزا في مواجهات الناديين لصالح الأهلي دائما , فجماهير الزمالك تشعر بالهزيمة حتى قبل أن تتذوقها وهو ما يعني استعجالها وعدم استيعاب النصر المبكر وزرع التفاؤل والبشري!
ولكن يبقي التشاؤم مسيطرا علي تلك الفئة في خندق محدود لا يعدو أن يخرج أحد منه , بسبب واقعية الحقائق التي تؤكد تذبذب مستوي الأهلي الواضح عبر نتائجه وهو ما يحول بين أن يحّول هذا التشاؤم المؤثر علي تلك الجماهير إلي رعب.

أما الصنف الثاني هم المرعوبين .. وعلي غير المتوقع منطقيا أن يكون علي رأس المرعوبين جماهير النادي الأهلي المصري !! .. والحقيقة أن السبب الرئيسي لرعب تلك الطائفة ليس الخوف من الخصم مهما كان اسمه وتاريخه , بل المستوي الحقيقي الحالي للنادي الأهلي هو الباعث علي الرعب , خصيصا بعد أن كان الأهلي قاب قوسين أو أدني من توديع البطولة علي يد فريق مجهول الهوية .
كما أن رحيل حارس مرمي الفريق الدولي عصام الحضري عن النادي له تأثير قوي أيضا في رعب الفريق , خصيصا عندما يكون الحارس الراحل كان ممثلا لنصف قوة الفريق الذي اشتهر بها علي مدي آخر ثلاث أعوام , ناهيك عن إصابة عماد النحاس وأحمد فتحي التي تجعلهما خارج حسابات البطولة , إضافة إلي تدني مستوي ساحر تلك الجماهير محمد أبو تريكة الذي يلعب دورا ايجابيا هاما في فوز الفريق , ومن الطبيعي أنه عندما يظهر دون المستوي أن يسيطر الرعب علي تلك الجماهير !
كما أن ظهور ( دويتو ) في الزمالك الخصم يحمل اسم شيكا بالا وجمال حمزة مؤخرا يعني زيادة كمية الرعب داخل القلوب , خصيصا بعد أن بدي مستوي الزمالك يتحسن تدريجيا ناهيك عن إتاحة الفرصة له لتدعيم صفوفه .

ونأتي أخيرا للمتفائلين .. وهم الصنف الأخير في تصنيفنا لجماهير أندية المجموعة الأولي بدوري مجموعات دوري الأبطال الأفريقي , والمنطق يقول أن أكثر الجماهير تفاؤلا هي جماهير النادي الأقل شهرة افريقية .. جماهير دينا موز هراري الزيمبابوي .
نعم .. فتلك الفئة من الجماهير ينبعث تفاؤلها بمجرد الوصول لهذا الدور , فتحقيق الإعجاز والإنجاز هو الوصول لدوري المجموعات وهو الذي أبدي الجميع مع تحققه كامل سعادته الغير متوقعة , خصيصا بعدما أطاح النادي بحامل لقب البطولة الماضية النجم الساحلي التونسي بعد أن فاز عليه ( رايح جاي ) في مفاجئة غير متوقعة عندما خيب كافة الظنون والتوقعات .
جماهير ديناموز هراري لم تتخيل للحظة أن تصل لهذا الدور أو أن تلاعب أندية بحجم الأهلي والزمالك أكثر الفرق فوزا بالبطولة وصيتا إفريقيا , وهو مبعث التفاؤل التام لهذه الجماهير التي ستشاهد وعن قرب أفضل لاعبي أفريقيا محليا , خصيصا أن الفريقان _ الأهلي والزمالك _ يضمان أكثر من ثلثا لاعبي المنتخب القومي الفائز ببطولة أمم أفريقيا الأخيرة .
من أجل هذا كله سيطر التفاؤل علي قلوب جماهير ديناموز التي لم تحلم بمثل هذا الدور الذي جعلهم تحت الأضواء ومجهر الشهرة والإعلام , ولنا أن نوضح أكثر فنقول أن تفاؤلهم ما زال ممزوجا بفرحة الصعود التي لم ينته أثرها بعد .
كما أن الخروج من دور الـ8 _ إذا كان مقدرا _ لفريق بحجم ديناموز هراري علي أيدي أندية بحجم الأهلي والزمالك وأسيك أبيدجان فهو أشرف بمراحل من التوديع علي يد أنيمبا والهلال السوداني ومازيمبا الكونغولي , مما يجعلهم في قلب حدث التلميع رغم الوداع وهذا أمر آخر يدعو إلي التفاؤل بالغد , ولكن يبقي أن نقول أنّ شعور التفاؤل المسيطر علي جماهير هذا النادي قد يكون له عاملا سلبيا علي جميع الفرق الأخرى بالمجموعة إذا استطاعت هذه الجماهير نقل هذا الشعور إلي لاعبيهم الذين قد يطمعوا في الحلم المعجزة , ولم لا وهو من أزاحوا حامل اللقب وثالث الأندية الأفريقية تصنيفا ..!

أما جماهير أسيك أبيدجان فهي شتان بين التشاؤم والتفاؤل , خصيصا أن الأهلي سبق وأن أزاحهم من طريق البطولة إضافة إلي تاريخ الزمالك الأفريقي الذي يشهد به الجميع , ولكن يبقي عامل التفاؤل له دوره علي تلك الجماهير التي تعتقد أنها تعلمت الدرس المصري جيدا وقادرة علي أن تتعامل معه عمليا بكل سهولة .
ثم تعاودها ظنونها المؤلمة باتفاق خفي بين الناديين المصريين بالصعود سويا , تحت شعار ( أنا وابن عمي ع الغريب ) !!

بعيدا عن المجموعة الأولي :-
أكثر الجماهير والأندية تفاؤلا بدوري المجموعات ككل هم جماهير أنيمبا النيجيري , الذي أزاحته القرعة عن الزمالك , والذي صرح أحد رجال الإعلام بنيجيريا أن الرعب كل الرعب بين جماهير نيجيريا بشكل عام من الزمالك , الذي يمثل تاريخه الأفريقي رد فعل مذهل بين جماهير نيجيريا الكروية .
كانت تصريحات هذا الإعلامي بأحد البرامج الرياضية , عندما أجاب علي سؤال مقدم البرنامج الذي أشار له برد فعل الجماهير حول الأهلي , حينما أكد الإعلامي النيجيري أنه وبالرغم من أن الأهلي قد حقق ذات البطولة خمس مرات مساواة بالزمالك إلا أن الزمالك يبقي الفريق المرعب الأول جماهيريا علي المستوي الكروي النيجيري , وبناءا علي تصريحات الرجل فمن حق جماهير أنيمبا أن تتفاءل , ومن حق جماهير الزمالك أن تسعد بابتعادها _ ولو مؤقتا _ عن النسر النيجيري المرشح الأول لحصد اللقب .

بعيدا عن دوري أبطال أفريقيا :-
جماهير الزمالك أكثر سعادة من جماهير الأهلي عقب أن علمت بقرب تعاقد الأهلي مع الحارس الدولي رامي شعبان !!! والحدق يفهم .

</TD></TR></TABLE>

منقول